
كم تُرمي من الطعام في سلة المهملات سنوياً؟
إهدار الغذاء مشكلة عالمية أكبر بكثير مما نتخيل، ولها تكاليف اقتصادية وبيئية هائلة تؤثر على استدامة كوكبنا وأمنه الغذائي
سؤالك: نشعر بالأسف عندما نرى الطعام يُرمى، لكن ما هي القيمة الحقيقية لهذا الإهدار؟ وماذا تُخبرني الأرقام عن المشكلة العالمية لإهدار الغذاء؟
الإجابة: للأسف، إهدار الغذاء مشكلة عالمية أكبر بكثير مما نتخيل، ولها تكاليف اقتصادية وبيئية هائلة تؤثر على استدامة كوكبنا وأمنه الغذائي. إن الأرقام تُظهر أن المشكلة ليست مجرد بقايا طعام في سلة المهملات، بل هي هدر للموارد، وتلويث للبيئة، وتحدٍ أخلاقي في عالم لا يزال يُعاني فيه الملايين من الجوع.
- ربما يهمك: هل تعلم كم يساوي عالم الألعاب الرقمي؟
حجم المشكلة: أرقام صادمة وتريليونات مهدورة
تُظهر الإحصائيات أن إهدار الغذاء في عام 2025 وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
- الحجم والكمية: في المتوسط، يُهدر العالم سنوياً حوالي 2.5 مليار طن من الطعام. وهي كمية ضخمة لدرجة أنها تُعادل حوالي 40% من إجمالي الغذاء المُنتج للاستهلاك البشري.
- القيمة الاقتصادية: تُقدّر القيمة الاقتصادية لهذا الطعام المهدر بأكثر من 2.5 تريليون دولار أمريكي سنوياً. وهو مبلغ يُمكن أن يحل العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية العالمية لو تم توجيهه بشكل صحيح.
- الفرق بين الدول: رغم أن الدول النامية تُهدر الطعام في مراحل الإنتاج والتخزين، فإن الدول المتقدمة تُهدره في مراحل الاستهلاك، وخاصة في المنازل، مما يُشير إلى أن المشكلة تختلف من منطقة إلى أخرى.
التكلفة الخفية: الأثر البيئي والاقتصادي
إهدار الطعام ليس مجرد خسارة مالية، بل هو أيضاً سبب رئيسي للتدهور البيئي. فالطعام المهدر يُساهم بشكل مباشر في تغير المناخ واستهلاك الموارد الطبيعية.
1- انبعاثات الغازات الدفيئة: إذا كان إهدار الغذاء دولة، لكانت ثالث أكبر مُنتج للغازات الدفيئة في العالم، حيث يُساهم في 8-10% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية.
2- هدر الموارد: يُعتبر إهدار الطعام سبباً رئيسياً لهدر موارد أساسية مثل المياه والأرض. فزراعة الطعام المهدر وحده تستهلك حوالي 25% من المياه العذبة المستخدمة في الزراعة، ويُشغل مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة.
من المسؤول؟ إحصائيات حسب المصدر
تُظهر البيانات أن إهدار الغذاء لا يقتصر على مصدر واحد، ولكنه يبدأ من المزرعة وينتهي في المنزل. ومع ذلك، تُشكل المنازل الجزء الأكبر من المشكلة.
- المنازل: تُهدر الأسر حول العالم ما يُقارب 60% من إجمالي الغذاء المهدر، وهو ما يعادل حوالي 950 مليون طن سنوياً.
- قطاع الخدمات الغذائية (المطاعم والفنادق): يُساهم هذا القطاع بنسبة 26% من إجمالي إهدار الغذاء.
- قطاع البيع بالتجزئة (المتاجر والسوبر ماركت): يُشكل ما يقارب 14% من إجمالي الإهدار.
جدول يوضح إهدار الغذاء حسب مصدره (تقديرات 2025)
مصدر الإهدار | الحجم التقديري (مليون طن سنوياً) | النسبة من إجمالي الإهدار (%) |
المنازل | 950 | 60% |
قطاع الخدمات الغذائية | 410 | 26% |
قطاع البيع بالتجزئة | 220 | 14% |
الإجمالي | 1,580 | 100% |
نحو ثقافة استهلاك مسؤولة
تُظهر الأرقام الصادمة لإهدار الغذاء في عام 2025 أن هذه المشكلة تتطلب جهداً عالمياً. ورغم أن الحكومات والشركات تُبذل جهوداً لتقليل الهدر في سلاسل الإمداد، فإن المسؤولية الأكبر تقع على الأفراد.
التوعية بأهمية التخطيط للوجبات، والتسوق بوعي، وتخزين الطعام بشكل صحيح، هي خطوات بسيطة لكنها أساسية نحو بناء ثقافة استهلاك مسؤولة، تُساهم في حماية مواردنا، وتقليل بصمتنا البيئية، وتُعزز الأمن الغذائي على المدى الطويل.
مصادر المقال:
- منظمة الأغذية والزراعة (FAO):https://www.fao.org/food-loss-and-food-waste/flw-data
- برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP):https://www.unep.org/resources/report/food-waste-index-report-2025
- البنك الدولي:https://www.worldbank.org/en/topic/food-security/brief/food-loss-and-waste