أكثر الدول استثماراً في الذكاء الاصطناعي 2025

أكثر الدول استثماراً في الذكاء الاصطناعي 2025

يُقدم هذا المقال نظرة إحصائية على أرقام الاستثمار في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، معتمداً على أحدث التقارير الصادرة عن المؤسسات البحثية والمالية.

يُعد الذكاء الاصطناعي القوة الدافعة للثورة الصناعية الرابعة، حيث يُعيد تعريف الصناعات من الرعاية الصحية إلى التمويل، ويُشكل ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي. وفي عام 2025، لم يعد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي مجرد خيار، بل أصبح ضرورة استراتيجية تحدد مكانة الدول في المستقبل. وتُظهر الأرقام أن هناك سباقاً محموماً بين القوى الكبرى واللاعبين الصاعدين للسيطرة على هذا القطاع الحيوي.

يُقدم هذا المقال نظرة إحصائية على أرقام الاستثمار في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، معتمداً على أحدث التقارير الصادرة عن المؤسسات البحثية والمالية.

فالأرقام لا تُظهر فقط مقدار الأموال التي تُضخ، بل تُكشف أيضاً عن القطاعات التي تحظى بالأولوية، والتوجهات الاستراتيجية التي تُتبعها الحكومات والشركات الخاصة لضمان التفوق التكنولوجي.

القمة: هيمنة بلا منازع

يُحافظ عملاقا التكنولوجيا والاقتصاد، الولايات المتحدة والصين، على هيمنتهما على سوق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، حيث يُشكلان أكثر من نصف إجمالي الاستثمار العالمي.

الولايات المتحدة الأمريكية:

تُتصدر الولايات المتحدة قائمة المستثمرين، حيث تُشير التقديرات إلى أن حجم استثماراتها في القطاع الخاص بالذكاء الاصطناعي قد تجاوز 70 مليار دولار في عام 2024. وتتركز الاستثمارات في مجالات الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والرعاية الصحية.

الصين:

تُعد الصين ثاني أكبر مستثمر في العالم، حيث تُعطي الحكومة الأولوية للتفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، وتُشير الأرقام إلى أن حجم الاستثمار الحكومي والخاص يُقارب 40 مليار دولار سنوياً، مع تركيز كبير على مجالات المراقبة، والمدن الذكية، والتصنيع.

المنافسون: سباق الصعود

بالإضافة إلى القوى العظمى، هناك دول أخرى تُقدم استثمارات كبيرة وتُشكل منافساً قوياً في هذا السباق.

  • المملكة المتحدة: تُواصل المملكة المتحدة ترسيخ مكانتها كمركز للبحث والابتكار، وتُشير الأرقام إلى أن استثماراتها قد وصلت إلى حوالي 8 مليارات دولار، مع تركيز على مجالات التكنولوجيا المالية (FinTech) والتكنولوجيا الحيوية.
  • كندا: تُعد كندا رائدة في البحث الأكاديمي للذكاء الاصطناعي، وتُقدم حوافز حكومية كبيرة للشركات الناشئة، مما يُشير إلى أن استثماراتها تجاوزت 5 مليارات دولار سنوياً.
  • ألمانيا: تُشير الأرقام إلى أن ألمانيا تُركز على الذكاء الاصطناعي الصناعي، وتُستثمر حوالي 4 مليارات دولار في دمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات السيارات والتصنيع.

لاعبون صاعدون: أرقام من المستقبل

هناك دول تُعد جديدة نسبياً في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنها تُظهر التزاماً قوياً باستثمارات كبيرة، مما يُنذر بظهور لاعبين جدد في المستقبل القريب.

الإمارات العربية المتحدة:

تُشكل الإمارات نموذجاً للاعب صاعد، حيث تُقدم استثمارات حكومية ضخمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة. وتُشير التقديرات إلى أن استثماراتها قد وصلت إلى 2 مليار دولار في عام 2024، مع خطط لزيادتها في السنوات القادمة، خاصة في مجالات المدن الذكية والخدمات الحكومية.

جدول يوضح الاستثمار في الذكاء الاصطناعي (تقديرات 2025)

الدولةحجم الاستثمار السنوي في القطاع الخاص (مليار دولار)القطاعات الرئيسية للتركيز
الولايات المتحدة> 70الذكاء الاصطناعي التوليدي، الرعاية الصحية، الحوسبة السحابية
الصين~ 40المدن الذكية، التصنيع، المراقبة
المملكة المتحدة~ 8التكنولوجيا المالية، التكنولوجيا الحيوية
كندا~ 5البحث الأكاديمي، الشركات الناشئة
ألمانيا~ 4الذكاء الاصطناعي الصناعي، السيارات
الإمارات العربية المتحدة~ 2الخدمات الحكومية، المدن الذكية، اللوجستيات

مستقبل يُصنع بالأرقام

تُؤكد الأرقام أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ليس مجرد إنفاق، بل هو استثمار استراتيجي في المستقبل. فكل دولار يُستثمر في هذا القطاع يُساهم في بناء قوة اقتصادية، وتعزيز الأمن القومي، وتحقيق الريادة التكنولوجية. وتُظهر هذه الإحصائيات أن الدول لا تُركز فقط على السباق، بل على بناء منظومة متكاملة من الأبحاث والشركات الناشئة والكوادر البشرية المؤهلة.

إن هذه الأرقام تُقدم دليلاً واضحاً على أن المستقبل الاقتصادي العالمي سيُحدد بمدى قدرة الدول على تبني وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. فالدول التي تُستثمر اليوم هي التي ستُحقق الريادة غداً، وستُشكل ملامح عالمٍ تُحركه البيانات والخوارزميات.

مصادر المقال: